ماذا لو كانت الحقيقة مجرد محاكاة، ولا يمكننا معرفة ذلك أثناء وجودنا هنا؟ ما الفرق الذي يسببه ذلك؟
نقطة جيدة، لأنه من جهة، لا يغير ذلك شيئًا. أفضل طريقة للعيش في محاكاة هي أن تعيش كما لو كنت في واقع حقيقي، كما لو كانت كل اختيار غير قابل للتراجع، وأن تكون حاضرًا بصدق في اللحظة.
ولكن من جهة أخرى، فإن ذلك يغير كل شيء بشكل كامل.
بداية، إذا كنا الوعي الذي بنى هذه المحاكاة وجئنا لنعيش حياة كاملة في هذه الحقيقة، فقد فعلنا ذلك لسبب ما.
وللحفاظ على المحاكاة من الانهيار، لا يمكننا هنا معرفة ذلك السبب أو الغاية، ولكنها موجودة، والأهم من ذلك - لقد قررنا أن نأتي للعيش هنا ونعلم تمامًا أننا لن نعرفها.
مهما كانت تلك الغاية، فإن لكل منا هدفًا غير واعٍ للعيش هنا حياة تحقق تلك الغاية أو على الأقل تقربنا من تحقيقها.
ربما نريد ببساطة أن نعيش حياة مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها في الحقيقة الحقيقية - في "أرخه" - أو في حيوات محاكاة سابقة، قد يفتح لنا ذلك آفاقًا وفهمًا بشكل لا تستطيع حتى المعيشة الطويلة في ثقافة غريبة أن توفره.
ربما لدينا صدمة نريد معالجتها، ولذلك اخترنا حياة تجلبنا نحو اكتشاف أنفسنا وشفاء جروحنا.
ربما جئنا بحثًا عن تحديات، وهي أمور قد تكون مألوفة فقط في كتب التاريخ لحضارة قادرة على بناء ومحاكاة حيوات تشبه الواقع؟ أو ربما يكون الأمر مجرد مرح وتسلية لنا؟
ربما نبحث عن معنى الحياة أو أحد الأسئلة الكبيرة الأخرى، وربما تكون هذه هي غاية المحاكاة نفسها؟ لسبب ما، تكون المحاكاة قد أُنشئت بفرص لا محدودة، ربما لأغراض تجارية أو علمية.
ثانيًا، إذا جئنا للعيش في هذه الحقيقة من مكان آخر، فإن ذلك المكان الآخر - "أرخه" - موجود أيضًا، حتى لو لم نكن نعرف عنه هنا.
هذا يعني أنه بعد مغادرتنا في نهاية المطاف أجسادنا هنا، يوجد مكان نعود إليه، ويمكننا منه العودة إلى حيوات جديدة هنا. وربما قد فعلنا ذلك بالفعل مرات لا تحصى، وهذه الحياة هنا هي واحدة من العديد التي عشناها.
في ذلك المكان توجد أيضا كل الآخرين الذين التقينا بهم في هذه الحياة. أقاربنا وأصدقاؤنا الراحلين، وكذلك الذين يرحلون بعدنا، هم هناك، على الأقل عندما لا يكونون هنا أو في محاكاة أخرى.
لذلك، لدينا إمكانية لقاءهم جميعًا مرة أخرى، والاستماع إلى حياتهم ومشاركة حكاياتنا. ويمكننا تبادل الخبرات ونتذكر الأفراح والأحزان المشتركة عبر العديد من الحيوات التي قد تكون فيها مصائرنا قد ارتبطت ببعضنا البعض، ربما كما لو كانت عابرة أو حتى كشراكات دائمة.
لذا، فإن إمكانية العيش في محاكاة لا تغير شيئًا هنا، ولكنها يمكن أن تغير كل ما هو مهم بالنسبة لنا. يمكن أن تساعدنا في إيجاد غايتنا، ناهيك عن إمكانية فتح معانٍ أعمق، ويمكن أن تمنحنا الأمل في أن هناك شيئًا آخر وراء أو خارج هذه الحياة.
لكن الأهم - هو أنها تذكرنا بأن الوعي موجود هنا والآن. هذه اللحظة هي الشيء الوحيد الذي هو بالتأكيد حقيقي بالنسبة لنا، وكيفية استغلال هذه اللحظة هي مفتاح لما نسعى إليه في النهاية.